عبدالعزيزالماجد/أخبار الشمال
● مطار القريات: بوابة المحافظة التي تحتاج لمسة حضارية تليق برؤية سمو أمير منطقة الجوف:
يُعد المطار أكثر من مجرد منشأة للنقل الجوي؛ فهو الواجهة الأولى التي يستقبل من خلالها الزائرون انطباعاتهم عن المدينة، ويعكس هوية المجتمع المحلي ومستوى التطور الذي وصلت إليه المنطقة. وفي هذا الإطار، يُمثل مطار محافظة القريات نافذةً حيوية تُطل منها المحافظة على العالم، ويُفترض أن يكون بمثابة مرآة تعكس الجهود التنموية الشاملة التي تشهدها منطقة الجوف، والمكانة الرفيعة التي تحظى بها المملكة العربية السعودية على المستوى الإقليمي والدولي.
● الواقع الحالي لا يعكس الطموحات والتطلعات:
رغم أهمية هذا المرفق الحيوي، إلا أن الواقع الحالي لمدخل مطار القريات لا يرقى لمستوى المسؤولية التي يفترض أن يتحلى بها. فكما هو واضح في الصور المرفقة، يعاني مدخل المطار من تردٍ واضح في حالة الأسفلت، رغم قصر المسافة التي لا تتجاوز 300 متر دخولاً وخروجاً. وهذا المشهد يُشكل انطباعاً سلبياً لدى الزائرين، ويقلل من القيمة الحضارية التي يُفترض أن يجسدها هذا المعلم الاستراتيجي. خاصة وان محافظة القريات هي بوابة العبور الأهم والأكبر بالمنطقة بين الخليج ودول غرب الشرق الأوسط مع وجود منفذ الحديثة البري.
● المفارقة الكبرى:
إن هذا المشهد المؤسف لا يتوافق مطلقاً مع تطلعات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز، أمير منطقة الجوف، ولا مع الجهود الجبارة التي يبذلها سموه لدفع عجلة التقدم والنهضة في المنطقة. فقد شهدت منطقة الجوف تحت قيادة سموه نقلة نوعية في مختلف المجالات، بدءاً من تطوير البنية التحتية، مروراً بتحسين جودة الخدمات، وانتهاءً بمشاريع التنمية التي شملت مختلف المحافظات والمراكز.
● رؤية سمو الأمير: نهضة شاملة لا تستثني التفاصيل:
إن حرص سمو الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز على النهوض بمنطقة الجوف يُترجم من خلال مشاريع تنموية متكاملة طالت مختلف القطاعات، حيث لم يترك سموه جانباً من جوانب الحياة إلا وكان له بصمة واضحة في تطويره. فمن غير المعقول أن تكون هذه الجهود الجبارة مشهودة في كل مكان، بينما يظل مدخل مطار القريات، الذي يُمثل الانطباع الأول عن المحافظة، بعيداً عن مستوى هذا الطموح وتلك الرؤية السديدة.
إن هذا المطار ليس مجرد نقطة عبور، بل هو بطاقة تعريف أولى تعكس هوية منطقة الجوف وثقافتها ودرجة تقدمها. والمملكة اليوم، في ظل رؤية 2030 التي يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – تضع تطوير البنية التحتية وجودة الحياة في صميم أولوياتها. ولا شك أن المطارات، باعتبارها مرافق حيوية، يجب أن تعكس هذا الزخم الحضاري، خاصة في مناطق ذات مكانة استراتيجية مثل القريات.
● نداء عاجل .. لتدارك الوضع:
من هذا المنطلق، نوجه نداءً صادقاً للجهات المعنية، بضرورة التدخل السريع لإعادة هيكلة مدخل مطار القريات وتحسين جودة الأسفلت والبنية المحيطة به. فالأمر لا يتعلق فقط بمسافة قصيرة من الطريق، بل بصورة كاملة عن محافظةٍ تسعى لأن تكون واجهةً حضارية مشرقة، تتماشى مع جهود سمو أمير المنطقة، وتُجسد مكانة المملكة بين الأمم.
● ختاما:
إن التغيير يبدأ من التفاصيل الصغيرة التي قد يراها البعض غير مؤثرة، لكنها في الحقيقة تصنع الفارق الأكبر. ومدخل مطار القريات هو أحد هذه التفاصيل التي تستحق عناية خاصة ليصبح واجهة مشرقة تليق بجمال المحافظة ورُقي المملكة. فالوطن يستحق الأفضل دائمًا، وأبناء الجوف، تحت راية سمو الأمير وقيادته المباركة، يستحقون أن يروا كل ركنٍ في منطقتهم يعكس طموحاتهم وآمالهم.